ركن الشعر
مند القدم تبوء الشعر منزلة رفيعة لدى العرب لم تتبوئها الاصناف الأدبية
الأخرى .و قد سماه أبو فراس الحمداني ديوان العرب وعنوان الأدب.
عرف العرب الشعر مند الجاهلية و جاءت المعلقات كدرر نفيسة تزين الكعبة و تُلقى
في سوق عكاظ.
تطور الشعر كما يتطور أي كائن حي في تفاعل تام مع بيئته. فالشعراء على إختلاف
مشاربهم تطرقوا لكل المواضيع و التيمات التي تهم الإنسان و الحياة والوجود....
الخ بأبعادها الفلسفيةو السياسيةو الدينية والانسانية.و الشعر بإعتباره
ديوان العرب قد يكون أحد الاصناف الأدبية المنفتحة على
عدة علوم كالعلوم الإنسانية و الاجتماعية...إلخ و القادر على مد جسور
التواصل سعيا لترسيخ المشترك الانساني و السمو بالقيم الإنسانية التي بدأت
تتلاشى في زمن المحمول و الرقمنة.
تتطور العلوم بفعل التراكمات و قد تأتي نظرية لتفند او تدعم أخرى أو لتفتح
سبلا و افاقا جديدة من البحث. و الشعر لا يخرج على هذا السياق إذ عرف تطورا في
شكله و مضمونه و أغراضه . ومن خاصيات قصائد الشعر انها لا تتقادم إلا تلك التي
نسجت لتفي بغرض آني أو مناسباتي. و بالتالي، الشعر يلغي الزمان و المكان.فكم من
قصيدة تعود إلى سنوات و قرون خلت لا زلنا نستظهرها، كاملة أو بعضا من أبياتها عن
ظهر قلب، عبر هضاب و روابي الخريطة العربية و كأنها نظمت لتو.
غير أن الشعر في الوقت الراهن فقد الكثير من توهجه و توارى الى الخلف لأسباب
ربما للشعراء فيها قول و نصيب.
يأتي "ركن" الشعر كمساحة للشعر و الشعراء،إرتأت المجلة
المغربية للعلوم السياسية و الاجتماعية كخطوة منها على الإنفتاح على
الشعراء، تخصيصه لنشر قصائد الشعراء على إختلاف مشاربهم و أطيافهم و
تنوع إبداعاتهم من شعر موزون و حر و زجل إيمانا بأهمية الشعر و المكانة
التى يجب ان يحضى بها و استحضارا لزمن مضى كان الكل يتغنى بقصائد إليا
أبو ماض و ابو القاسم الشابي و بدر شاكب السياب و فدوى طوقان.....الخ. و يبقى
"ركن " الشعر في نفس الوقت نافدة يطل منها اهل الموزون و القافية على
مجالات معرفية اجتماعية و إنسانية على سبيل المثال لا الحصر ، تشكل إضافة
إلى رصيدهم الثقافي و المعرفي الواسع.
احمد شيكر .
Enregistrer un commentaire